Monday 4 December 2017

أشراط الساعة

معنى الأشراط والعلامات الساعة

لغة[1] :
عنى وأشراط الساعة:
-        قال الجوهري وغيره من أهل اللغة: "أشراط الساعة علاماتها".
-       وقال ابن الأثير في "جامع الأصول": "علاماتها ودلائلها التي تتقدم عليها، واحدها: شرط؛ بالفتح". وقد تقدم ذكر جملة كثيرة من أشراط الساعة في الفتن والملاحم.

اصطلاحا :
 أشراط الساعة اصطلاحا: هي العلامات التي تسبق يوم القيامة وتدل على قدومها.
-       يقول الحليمي  : " أما انتهاء الحياة الأولى فإن لها مقدمات تسمى أشراط الساعة وهي أعلامها ".
-       يقول البيهقي في تحديد المراد من الأشراط: " أي ما يتقدمها من العلامات الدالة على قرب حينها"
-      يقول الحافظ ابن حجر المراد بالأشراط : " العلامات التي يعقبها قيام الساعة.


الأدلة من الكتاب عن الساعة[2]

من الكتاب

الأدلة من الكتاب على أشراط الساعة وعلاماتها موعد قيام الساعة من الغيب الذي استأثر الله عز وجل بعلمه، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً} [الأعراف: 187].

وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أخفى الساعة عن الخلق، فقد جعل لها عز وجل علامات تدل على قرب وقوعها، ومن الآيات الدالة على ذكر الأشراط قوله تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} [محمد: 18] . قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره عند هذه الآية: " فقد جاء أشراطها أي أمارات اقترابها كقوله تعالى: {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى - أَزِفَتِ الْآزِفَةُ} [النجم: 56 - 57] وكقوله جلت عظمته: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] وكقوله سبحانه وتعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل: 1]

من السنة

الأدلة من السنة على أشراط الساعة وعلاماتها وردت أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ذكر جملة من أشراط الساعة وعلاماتها، ومن ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، المشهور بحديث جبريل، حيث سئل فيه صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان ووقت الساعة، وفيه قال جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
 «. . . فأخبرني عن الساعة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أماراتها؟ ، قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان»
 
حجة العلماء[3]
فبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة؛ لأنه خاتم الرسل الذي أكمل الله تعالى به الدين وأقام به الحجة على العالمين، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بأمارات الساعة وأشراطها، وأبان عن ذلك وأوضحه بما لم يؤته نبي قبله.


أقسام أشراط الساعة[1]
أقسام أشراط الساعة لقد تكلم العلماء رحمهم الله تعالى عن أشراط الساعة وقسموها إلى عدة أقسام:

1 - فبعضهم اعتبر خروج الأشراط وزمانها فقسمهما إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول من الأشراط: ظهر وانقضى وفق ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها: بعثته عليه الصلاة والسلام وموته، وفتح بيت المقدس، وظهور نار الحجاز، وغيرها من الأشراط التي وقعت وانقضت.
القسم الثاني: أشراط ظهرت ولا تزال تتابع باستمرار وهي كثيرة منها: كثرة الزلازل، وتضييع الأمانة، وتوسيد الأمر إلى غير أهله، واتخاذ المساجد طرقا، ورفع العلم، وكثرة الجهل، وغيرها من الأشراط الكثيرة.
القسم الثالث: العلامات العظام والأشراط الجسام التي لم تظهر بعد والتي يعقبها قيام الساعة، ومنها: خروج المسيح الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، والدابة، وخروج الشمس من مغربها، ونحو ذلك.

 2- وهناك من العلماء من اعتبر مكان وقوع الأشراط فقسمها إلى أشراط سماوية وأشراط أرضية[2].
فمن الأشراط السماوية:
انشقاق القمر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وانتفاخ الأهلة بحيث يرى الهلال لليلة فيقال هو ابن ليلتين، ومنها طلوع الشمس من مغربها.
أما الأشراط الأرضية:
 فهي كثيرة جدا ومنها: خروج المسيح الدجال، والدابة، وخروج النار، والريح التي تقبض أرواح المؤمنين وغيرها.
" كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية "  كما أشار إلى هذا الحافظ ابن حجر أيضا في كتابه الفتح.

والبعض الآخر اعتبر الأشراط نفسها فقسمها إلى قسمين:
1 - أشراط صغرى: وهي التي تتقدم الساعة بأزمان متطاولة كقبض العلم وظهور الجهل والتطاول في البنيان و غيرها من الأشراط الصغرى.
2 - أشراط كبرى: وهي العلامات الكبيرة التي تظهر قرب قيام الساعة مثل: خروج الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وقد درج على هذا التقسيم الحافظ البيهقي - رحمه الله - حيث قال: " وبهذه الأشراط صغار وكبار، فأما صغارها فقد وجد أكثرها، وأما كبارها فقد بدت آثارها، ونحن نفرد بعضها بالذكر مفصلا في أبواب، ليكون أقرب إلى الإدراك " .
وعلى هذا التقسيم درج كثير من الذين تكلموا عن أشراط الساعة، وهو التقسيم الذي سرت عليه في هذا البحث.
المبحث الثاني: أشراط الساعة الصغرى 

المطلب الأول: علامات متعلقة بأخلاق الإنسان
أولا: ظهور الفتن

الفتن جمع فتنة، وهي الابتلاء والامتحان والاختبـار، ثم كثـر استعمالها فيما أخرجه الاختبار للمكروه، ثم أُطلقت علـى كـل مكروه، أو آيل إليه كالإثم والكفر والقتل والتحريق وغير ذلك من الأمور المكروهة. وقد أخبر النبي  أن من أشراط الساعة ظهـور الفتن العظيمة التي يلتبس فيها الحق بالباطل، فتزلزل الإيمـان حـتى يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصـبح كـافرًا.
كلما ظهرت فتنة قال المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشـف ويظهـر غيرها فيقول هذه، ولا تزال تظهر في الناس إلى أن تقوم الساعة.
وأحاديث الفتن كثيرة فقد حذر النبي  أمته من الفتن وأمـر بالتعوذ منها، وأخبر أن آخر هذه الأمة سيصيبها بلاء وفتن عظيمة. وهناك فتن حصلت في التاريخ مثل ظهور الفتن من المشـرق، ومقتل عثمان  ،وموقعة الجمل، وموقعـة صـفين، وظهـور الخوارج، وموقعة الحرة، وفتنة القول بخلق القرآن، واتبـاع سـنن الأمم الماضية.

وهناك عواصم من الفتن منها:

1)   الإيمان باالله واليوم الآخر
2)   لزوم جماعة المسلمين وهم أهل السنة وإن قلوا[1]
3)   الابتعاد عن الفتن
4)    التعوذ منها. فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: «تعوذوا باالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن» رواه مسلم.[2]


ثانيا: قبض العلم وظهور الجهل
 ومن أشراطها قبط العلم وفشوا الجهل، ففي ((الصحيحين)) عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله : (( من أشراط الساعة أن يرفع العلم،ويثبت الجهل)).
 وروي البخاري عن شقيق، قال: كنت مع عب الله وأبي موسى، فقالا: قال النبي: (( إن بين يدي الساعة لاياما ينزل فيها الجهل، ويرفع العلم)).
وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله: (( بتقارب الزمان، ويقبض العلم، وتظهر الفتن، ويلقي الشح، ويكثر الهرج)).

 وأما علم الدنيا، فإنه في زيادة، وليس هو المراد في الأحاديث، بدليل قوله: فسئلوا، فأفتوا بغير العلم، فضلوا وأضلوا))، والضلال إنما يكون عند الجهل بالدين، والعلماء الحقيقون هم الذين يعلمهم، ويوجهون الأمة، ويدلونها على طريق الحق والهدى،  فإن العلم بدون عمل لا فائدة فيه، بل يكون وبالا على صاحبه، وقد جاء في رواية للبخاري: (( وينقص العمل)).

ولا يزال العلم ينقص والجهل يكثر حتى لا يعرف الناس فرائض الإسلام فقد روى عن حذيفة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يدرس الإسلام كما يدرس وشى الثوب، حتى لا يدري ما صيام، ولا صلاة، ولا نسك ولا صدقة، ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقي في الأرض من آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذا الكلمة يقولون: لا إله إلا الله فنحن نقولها)). فقال له صلة: ما تغنى عنهم ( لا إله إلا الله) وهم لا يدرون ما صلاة، ولا صيام، ولا نسك، ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم رددها عليه ثلاثا، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم رددها عليه ثلاثا، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: يا صلة! تنجيهم من النار ثلاثا.[4]

ثالثا: انتشار الزنا:



 ومن العلامات التي ظهرت فشو الزنا وكثرته بين الناس، فقد أخبر النبي: بأن ذلك من أشراط الساعة.
 ثبت في (( الصحيحين)) عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله: (( إن من أشراط الساعة... (فذكر منها:) ويظهر الزنا.[5] وعن أبي هريرة رضي اللع عنه قال: قال رسول الله: (( سيأتي على الناس سنوات خدعات...( فذكر الحديث، وفيه) وتشيع فيها الفاحشة)).
وأعظم من ذلك استحلال الزنا، فقد ثبت في (الصحيح)) عن أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي يقول: (( ليكونن في أمتي أقوام يستحلون لبحر والحرير).

وفي آخر الزمان بعد ذهاب المؤمنين يبقى شرار الناس، يتهارجون تهارج الحمر، كما جاء حديث النواس رضي الله عنه: (( ويبقى شرار الناس، يتهارجون فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة)).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: (( والذي نفسي بيده، لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجال إلى المرأة، فيفترشها في الطريق، فيكون خيلؤهم يومئذ من يقول: لو واريتها وراء هذا الحائط!)).

رابعا:كثرة شرب الخمر.

ظهر في هذه الأمة شرب الخمر، وتسميتها بغير اسمها، ولأدهى من ذلك استحلال بعض الناس لها، وهذا من أمارت الساعة.
روى الإمام مسلم عن أنس بن مالك  قال: سمعت رسـول الله  يقول: «من أشراط الساعة ... وذكر منـها: ويشـرب الخمر».[7]
(( إذا استحلت هذه الأمة الخمر بالنبيذ- أي: يشربونها، ويسمونها النبيذ، والنبيذ في المعنى هو الخمر، لأنها: كل مسكر مائع – والربا بالبيع- أي: يتحيلون بإظهار الربا في صورة البيع- والسحت بالهدية أي : يأكلون الرشوة والحرام الصرف، ويسمونها: هدية-وانجروا بالزكاة- أي: يعطون الزكاة لأجرائهم، أو يتعلوضون بالزكاة، فيعطي هذا لهذا، وبالعكس.[8]

العلامات الساعة الصغرى المتعلقة بقرب الساعة

علامات الساعة الصغرى هي العلامات المتقدمة ليوم القيامة، والفرق بينها وبين علامات الساعة الكبرى أن الكبرى يعقبها قريباً قيام الساعة، ويكون لها تأثيرٌ كبير، ويَشعر بها جميع الناس، أما الصغرى فقد تتقدم على الساعة بزمن، وتقع في مكان دون مكان، ويشعر بها قوم دون قوم:

1) بعثة محمد صلى الله عليه وسلم
- حديث أبي هريرة أن النبي قال: بعثت أنا والساعة كهاتين يعني أصبعين.
- حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله بعثت أنا والساعة كهاتين، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.
حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله بعثت أنا والساعة كهاتين، كفضل أحدهما على الأخرى "، وضم السبابة. والوسطى







2)   وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم











3)انشقاق القمر
- حديث عبد الله بن مسعود قال: بينما نحن مع رسول الله بمني إذ انفلق القمر فلقتين، فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه، فقال لنا رسول الله اشهدوا
حديث أنس: أن أهل مكة سألوا رسول الله أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر.










4)فتح بيت مقدس









5)تكليم السباع والجماد للإنس
- عن أبي هريرة قال: صلى رسول الله الصبح، ثم أقبل على الناس فقال: " بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا، إنما خلقنا للحرث، فقال الناس: سبحان الله بقرة تكلم؟ فقال: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم، وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب، فذهب منها بشاة، فطلب حتى كأنه استنفذها منه، فقال له الذئب يا هذا: استنفذتها مني فمن لها يوم السبع؟ يوم لا راعي لها غيري! فقال الناس: سبحان الله! ذئب يتكلم؟ قال: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم.

6)كثرة الزلازل وظهور الخسف والقذف والمسخ الذي يعاقب الله به بعض هذه الأمة
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل...
- وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي أنه قال: يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف. قالت: قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: " نعم، إذا ظهر الخبث

7)ظهور الخوارج
8)خروج ادعياء النبوة والدجالين الكذابين
9)شيوع الأمن والرخاء

10)ظهور نار من الحجاز
قال النووي رحمه الله: خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت نارا عظيمة جدا، من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة.











معنى المسيح
§تطلق على الصديق، وعلى الضليل الكذاب
فالمسيح عيسى بن مريم عليه السلام: الصديق،
والمسيح الدجال: الضليل الكذاب.
§فخلق الله المسيحين، أحدهما ضد الآخر:
فعيسى عليه السلام مسيح الهدى؛
يبرىء الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله.
والدجال مسيح الضلالة.
معنى الدجال
§وأصل الدجال: معناه الخلط؛ يقال: دجال إذا لبس وموه. والدجال: المموه الكذاب الممخرق، وهو من أبنية المبالغة، على وزن فعال؛ أي: يكثر منه الكذاب والتلبيس
§ولفظة الدجال: أصبحت علما على المسيح الأعور الكذاب، فإذا قيل: الدجال؛ فلا يتبادر إلى الذهن غيره.
§وسمى الدجال دجالا: لأنه يغطي الحق بالباطل، أو لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم
مكان خروج الدجال
يخرج الدجال من جهة المشرق؛ من خراسان، من يهودية أصبهان، ثم يسير في الأرض، فلا يترك بلدا إلا دخله؛ إلا مكة والمدينة
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ قال: حدثنا رسول الله ﷺ؛ قال: ((الدجال يخرج من أرض بالمشرق؛ يقال لها: خراسان)). وعن أنس رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله ﷺ: يخرج الدجال من يهودية أصبهان، معه سبعون ألفا من اليهود
فتنة الدجال أعظم فتنة على مدار التاريخ الإنساني
§تكون آخر الزمان أعظم فتنة على مدار التاريخ الإنساني، يقول الرسول ﷺ: ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال.
§فقد ورد أن معه جنة ونارا، وجنته نار، وناره جنة، وأن معه أنهار الماء، وجبال الخبز، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، وتتبعه كنوز الأرض، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة، وغير ذلك من الخوارق.
فمنها ما رواه الإمام مسلم عن حذيفة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله ﷺ: الدجال أعور العين اليسرى، جفال الشعر، معه جنة ونار، فناره جنة، وجنته نار
الوقاية من فتنة الدجال
.1التمسك بالإسلام، والتسلح بسلاح الإيمان، ومعرفة أسماء الله وصفاته الحسنى التي لا يشاركه فيها أحد، فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب، وأن الدجال أعور، وأنه لا أحد يرى ربه حتى يموت، والدجال يراه الناس عند خروجه؛ مؤمنهم وكافرهم.
.2التعوذ من فتنة الدجال، وخاصة في الصلاة، فعن عائشة قالت: سمعت رسول الله ﷺ يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ يدعو: اللهم إني أعوذبك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال.
.3حفظ آيات من سورة الكهف، فقد أمر النبي بقراءة فواتح سورة الكهف على الدجال، وفي بعض الروايات خواتيمها، وذلك بقراءة عشر آيات من أولها أو آخرها. ففي الحديث قال رسول الله ﷺ: من سمع بالدجال، فلينأ عنه، إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه، مما يبعث به من الشبهات.
.4الفرار من الدجال، والابتعاد منه، والأفضل سكنى مكة والمدينة، وذلك لما معه من الشبهات والخوارق العظيمة التي يجريها الله على يديه فتنة للناس؛ فإنه يأتيه الرجل وهو يظن في نفسه الإيمان والثبات، فيتبع الدجال، نسأل الله أن يعيذنا من فتنته وجميع المسلمين
هلاك الدجال

§يكون هلاك الدجال على يدي المسيح عيسى بن مريم عليه السلام؛ كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة، وذلك أن الدجال يظهر على الأرض كلها إلا مكة والمدينة، ويكثر أتباعه، وتعم فتنته، ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين
§وعند ذلك ينزل عيسى بن مريم عليه السلام على المنارة الشرقية بدمشق، ويلتف حوله عباد الله المؤمنون، فيسير بهم قاصدا المسيح الدجال، ويكون الدجال عند نزول عيسى متوجها نحو بيت المقدس، فيلحق به عيسى عند باب (لد)، فإذا رآه الدجال؛ ذاب كما يذوب الملح

نزول عيسى ابن مريم عليه السلام[1]
من أمارات الساعة العظام وأشراطها الكبار نزول عيسى ابن مريم عليه السلام آخر الزمان من السماء، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أنه ينزل قبل قيام الساعة فيقتل الدجال ويكسر الصليب ويحكم بالقسط ويقضي بشريعة النبي صلى الله عليه وسلام ويحيي من شأنها ما تركه الناس، ثم يمكث ما شاء الله أن يمكث ثم يموت ويصلى عليه ويدفن.



مكان نزوله[1]

يكون نزوله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق عليه مهرودتان. أي يلبس ثوبين مصبوغين بورس ثم زعفران واضعا كفيه على أجنحة ملكين. قال ابن كثير: الأشهر في موضع نزوله أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق، ينزل وقد أقيمت الصلاة فيقول له إمام المسلمين: يا روح الله، تقدم، فيقول: تقدم أنت فإنها أقيمت لك. وأما مدة بقاء عيسى عليه السلام إذا نزل،أن رواية " أربعين سنة " هي المعتمدة؛  وأما في حديث أبي هريرة السابق: ((ثم يمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون)).





الحكمة من نزول عيسى عليه السلام دون غيره[1]
1) الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوا عيسى عليه السلام فبين الله تعالى كذبهم وأنه الذي يقتلهم ويقتل رئيسهم الدجل.

2) إن عيسى عليه السلام وجد في الإنجيل فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم. فدعا الله يجعله منهم، فاستجاب الله دعاءه، وأبقاه حتى ينزل آخر الزمان، مجددا لأمر الإسلام.
3) إن نزول عيسى عليه السلام من السماء، لدنوا آجله، ليدفن في الأرض إذ ليس مخلوق من التراب أن يموت في غيرها، فيوافق نزوله خروج الدجال، فيقتله عيسى عليه سلام.
4) أنه ينزل مكذبا للنصارى فيظهر زيفهم في دعواهم الأباطيل، ويهلك الله الملل كلها في زمنه إلا الإسلام فإنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية.




موت عيسى عليه السلام ودفنه[1]
لم يرد عن الشارع نص يبين لنا مكان موت عيسى عليه السلام، ولكن ذكر بعض العلماء أنه يموت عليه السلام في المدينة النبوية، وقيل إنه يدفن مع رسول الله وصاحبيه رضي الله عنهما. قال القرطبي - رحمه الله -: " واختلف حيث يدفن فقيل: بالأرض المقدسة ذكره الحليمي، وقيل: يدفن مع النبي على ما ذكرناه من الأخبار".



يأجوج ومأجوج اسمان أعجمبان، وقيل: عربيان

وعلى هذا يكون اشتقاقهما من أجت النار أجيجا: إذا التهبت. أو من الأجاج: وهو الماء الشديد الملوحة، المحرق من ملوحته. وقيل عن الأج: وهو سرعة العدو. وقيل: مأجوج من ماج، إذا اضطرب. وهما على وزن يفعول في (يأجوج)، ومفعول في (مأجوج)، أو على وزن فاعول فيهما.

وقرأ الجمهور يأجوج ومأجوج بدون همزة فوق الأليف، فتكون الألفان زائدتين، وأصلهما (يجج)، و (مجج)، وأما قراءة عاصم، فهي الهمزة  الساكنة فيهما. وكل ما ذكر في اشتقاقهما مناسب لحالهم، ويؤيد الاشتقاق من (ماج) بمعنى اضطرب قوله تعالى: ﴿  وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا﴾ الكهف:99، وذلك عند خروجهم من السد.

وأصل يأجوج ومأجوج من البشر، من ذرية آدم وحواء عليهما السلام. وقد قال بعض العلماء: إنهم من ذرية أدم لا من حواء، وذلك أن آدم احتلم، فاختلط منيه بالتراب، فخلق الله من ذلك يأجوج ومأجوج. وهذا مما لا دليل عليه، ولم يرد عمن يجب قبوله قوله. ويأجوج ومأجوج من  ذرية يافث أبي الترك، ويافث من ولد نوح عليه السلام. وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه والسلام: (أن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وأنهم لو أرسلوا إلى الناس، لأفسدوا عليهم معايشهم، ولن يموت منهم أحد، إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا).

صفتهم ( يأجوج ومأجوج)[1]
أما صفتهم التي جاءت بها الأحاديث، فهي أنهم يشبهون أبناء جنسهم من الترك الغتم المغول، صغار العيون، ذلف الأنوف، صهب الشعور، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة، على أشكال الترك وألوانهم.
سد يأجوج ومأجوج
قال الإمام البخاري: (قال رجل للنبي صلى الله عليه والسلام: رأيت السد من البرد المحبر، قال: قد رأيته). 


مصادر مراجع


[1]  يوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل، أشراط الساعة، ( العربية السعودية: دار ابن الجوزي، 1994م)، ص 368


[1] د.عبد الله بن سليمان الغفيلي. أشراط الساعة (السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ط.1، 2010م)، ص120


[1] د.عبد الله بن سليمان الغفيلي. أشراط الساعة (السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ط.1، 2010م)، ص107-108
[1]  ليلا مبروك، علامات الساعة الصغرى والكبرى (القاهرة: المختار الإسلامي، ب س)، ص 21-39.
[2] عبد الله بن سليمان الغفيلي، أشراط الساعة (المملكة العربية السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد 2010م) ص 39.
[3] سورة القلم: الآية 1-2.
[4]عبد الله بن سليمان الغفيلي، أشراط الساعة (المملكة العربية السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد 2010م) ص64.
[1] عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، مختصر أشراط الساعة الصغرى والكبرى، ( دار الوطن للنشر: 1420ه) ،ص.10-12.
[2]عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، المرجع السابق، ص.12.
[3]  يوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل، أشراط الساعة، ط.الرابعة، ( المكة العربية السعودية: دار الجوزي، 1994م)، ص.131-133
[4]يوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل، أشراط الساعة، ط.الرابعة، ( المكة العربية السعودية: دار الجوزي، 1994م)، ص.133-134
[5] يوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل، المرجع السابق، ص.138
[6] يوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل، أشراط الساعة، ط.الرابعة، ( المكة العربية السعودية: دار الجوزي، 1994م)، ص.139-140
[7] عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، مختصر أشراط الساعة الصغرى والكبرى، ( دار الوطن للنشر: 1420ه).ص.15.
[8] محمد بزرسول البرزنجي الجسيني ، الإثاعة للإشراط الساعة، ط. الثالثة، (جدة: دار المنهاج للنشر والتوزيع، 2005م)، ص 17.
 1]  عبد الله بن سليمان الغفيلي، أشراط الساعة (السعودية : المملكة العربية السعودية، ط. الأولى، 1422م)، ص. 41.
 [2]  عبد الله بن سليمان الغفيلي، أشراط الساعة (السعودية : المملكة العربية السعودية، ط. الأولى، 1422م)، ص.43.
[3]  عصام موسى هادي، صحيح أشراط الساعة (بيروت – لبنان : الدار العثمانية، ط. الأولى، 1424م)، ص.43.
[1]  عبد الله بن سليمان الغفيلي، أشراط الساعة (السعودية : المملكة العربية السعودية، ط. الأولى، 1422م)، ص 40.

[1]  عبد الله بن سليمان الغفيلي، أشراط الساعة (السعودية : المملكة العربية السعودية، ط. الأولى، 1422م)، ص. 37.
 [2]  عبد الله بن سليمان الغفيلي، أشراط الساعة (السعودية : المملكة العربية السعودية، ط. الأولى، 1422م)، ص. 38.